أشرك الفريق وجدانياً

 "إذا فعلت شيئاً ، فافعله لأنه جيد ، وليس لمجرد أن به فرصة للنجاح


 فالفك هافل ، رئيس جمهورية التشيك 


أنت تقوم بإدارة فريق من الموظفين ، ممن يتقاضون أجراً للقيام بهذه الوظيفة ، ولكن إذا كان الأمر بالنسبة لهم مجرد وظيفة ، فلن تحصل على أفضل أداء لديهم . فإذا كانوا يأتون للعمل وهم ينظرون إلى ساعتي الحضور والانصراف ويبذلون أقل جهد ممكن ليمر الوقت بين الساعتين ، فاعلم أن عملك قد حُكم عليه بالفشل يا صديقي . ولكن إذا كانوا يأتون إلى العمل وهدفهم الاستمتاع بالعمل وبذل الجهد والإحساس بروح التحدي والإلهام والاشتراك في العمل ، هنا تكون أمامك فرصة كبيرة للحصول على أفضل ما عندهم . ولكن المشكلة هي أن الانتقال من الاجتهاد في العمل إلى روح الفريق الخارق هو أمر يعتمد عليك كلية ، فأنت المنوط بتحفيزهم وقيادتهم وتشجيعهم وإشراكهم وجدانيًا في العمل .

 أنت نفسك تحب روح التحدي ، أليس كذلك ؟ والخبر السعيد أن إشراك فريق العمل من الناحية الوجدانية هو أمر سهل وكل ما تحتاج القيام به هو الاهتمام بما يقومون به . وهذا أمر هين أيضا يجب أن تشعرهم بأهمية ما يقومون به ، ومدى تأثيره عل الآخرين ، وكيف يوفر احتياجات بقية البشر ، وكيف بها إلى الناس من خلال ما يقومون به ، عليك أن تقنعهم - وهذا أمر حقيقي بكل تأكيد ـ أن ما يقومون به يحدث فارقاً ، حيث يسهم في خدمة المجتمع بشكل ما وليس فقط زيادة أموال صاحب العمل ، أو ضمان أن المدير التنفيذى يحصل على مرتب كبير . 

نعم ، أعلم أن الأمر أكثر سهولة إذا أردت أن توضح قيمة الخدمة التي يقومون بها إذا كنت تدير فريقا من الممرضات وليس فريقا للدعاية والمبيعات ، ولكن إذا فكرت في الأمر ، فإنه يمكن أن تجد قيمة في أي دور تلعبه وعليك أن تبث فيهم الشعور بالاعتزاز مهما كانت الوظيفة التي يقومون بها ، قد تسألني كيف ذلك ؟ حسنا ، إن أولئك الذين يروجون للدعاية يقومون بمساعدة الشركات الأخرى وبعضها شركات صغيرة - في الوصول إلى السوق ، ويلفتون انتباه العملاء المحتملين إلى بضائع يتمنون شراءها منذ وقت طويل لحاجتهم الشديدة إليها . وهم بعملهم هذا يحافظون على تداول الجريدة أو المجلة لاعتمادها على دخل الدعاية ، وتلك الجريدة تقدم معلومات وتبعث السرور في كل من يشتريها ( وإلا لما قاموا بشرائها ، أليس كذلك ؟ ) 

اجعل فريقك يهتم بما يقدمه ، لأن اهتمامهم هذا ليس أمراً عسيراً . وهذه حقيقة مسلم بها ، فكل إنسان يشعر في قرارة نفسه بأنه يريد أن يكون ذا قيمة وأن يكون فردا نافعا ، وعلى الرغم من قول المتهمين بأن هذا هو مجرد هراء ، إلا أنه أمر حقيقي في قرارة نفس الجميع ، كل ما عليك عمله هو الوصول إلى أعماقهم وستجد الاهتمام والمشاعر والحب والإحساس بالمسئولية والرغبة في الانخراط في العمل . ساعدهم على إخراج كل هذه الأشياء وسوف يتبعونك للأبد دون حتى أن يدركوا سبب ذلك . 

ولكن عليك أن تتأكد أن لديك قناعة شخصية أولا قبل أن تجرب ذلك على الفريق الذي يعمل معك . هل تعتقد أن ما تقوم به يحدث فارقاً إيجابيا ؟ إذا لم تكن متأكدا من ذلك ، فعليك أن تبحث في أعماق نفسك لتجد طريقة للاهتمام . . .
المصدر: كتاب قواعد الإدارة لريتشارد تمبلر