عمل المرأة الحقيقي في الإسلام الجزء 2 ... كيف نجعل العالم مكاناً افضل للمرأة

 عمل المرأة الحقيقي في الإسلام الجزء 2 ... كيف نجعل العالم مكاناً افضل للمرأة 



افلا يتدبرون!

يقول "أجوست كونت": "ينبغي ان تكون حياة المرأة بيتية، وألا تكلف بأعمال الرجال، لأن ذلك يقطعها عن وظيفتها الطبيعية، ويفسد مواهبها الفطرية، وعليه فيجب على الرجال ان ينفقوا على النساء دون ان ينتظروا منهن عملاً مادياً كما ينفقون على الكتاب والشعراء والفلاسفة، فإذا كان هؤلاء يحتاجون لساعات كثيرة من الفراغ لإنتاج ثمرات قرائحهم، كذلك يحتاج النساء لمثل تلك الاوقات ليتغرغن فيها لأداء وظيفتهن الاجتماعية من حمل ووضع وتربية" 


إن الحكم على وظائف المرأة - من حمل وإرضاع ورعاية أبناء - بأنه لا شيء وأن بقاءها في بيتها، واقتصارها على تلك الوظائف يجعلها عاطلة، يعتبر حكماً سطحياً محجوباً عن تبيين الحقائق، فإننا حين ننظر في جدول يوازن بين عمل المرأة والرجل - من حيث الجدوى على الحياة ومجد الدولة - نرى ان المرأة والرجل - من حيث الجدوى على الحياة ومجد الدولة - نرى أن المرأة قد ذهبت باللب، والرجل قد قام من ذلك اللب بدور، لا يقال: إنه ثانوي، ولكنه ليس في صميم اللب. فأي الدورين يكون صاحبه عاطلاً؟ إذا كان مقياس العمل والعطل هو الانتاج للحياة؟ ماذا يكون أجر من ثمرتها طفل؟ وأجر من ثمرته جلب حزمة من حطب، أو بضع ثمرات من شجرة قريبة؟!.. ولكن الحياة لا تجزي ذلك الاجر النقدي، فإن ثمر المرأة ومقامها أجل من أن يقدر بعرض". 


وهذا الانكليزي (سامويل سمايلس) وهو من اركان النهضة الانكليزية يقول: "إن النظام الذي يقضي بتشغيل المرأة في المعامل، مهما نشأ عنه الثروة، فإن نتيجته هادمة لبناء الحياة المنزلية، لأنه يهاجم هيكل المنزل، ويقوض أركان الاسرة، ويمزق الروابط الاجتماعية، ويسلب الزوجة من زوجها، والاولاد من اقاربهم، وصار لا نتيجة له إلا تسفيل أخلاق المرأة، إذ وظيفة المرأة الحقيقة هي القيام بالواجبات المنزلية من ترتيب مسكنها، وتربية أولادها، والاقتصاد في وسائل معيشتها مع القيام باحتياجتها البيتية. 


لكن المعامل تسلخها من كل هذه الواجبات، بحيث اصبحت المنازل غير المنازل، وأضحت المواليد تشب على عدم التربية، وتلقى في زوايا الاهمال، وانطفأت المحبة الزوجية، وخرجت المرأة عن كونها الزوجة الظريفة، والمحبة اللطيفة، وصارت زميلته في العمل والمشاق، وصارت معرضة للتأثيرات التي تمحو غالباً التواضع الفكري، والتواد الزوجي، والأخلاق التي عليها مدار حفظ الفضيلة".


إن البطالة الحقيقية تتمثل في خروج المرأة للعمل، وبقاء الرجال عاطلين بلا عمل، مع أن الرجل ملزم بالنفقة على المرأة في شرع الإسلام، ففي كل بلد يوجد آلالاف من الشباب الذين لا يجدون عملاً، ومع هذا تقام حملات اعلانية ضخمة تتحدث عن نصف الأمة المشلول.. ونصف الأمة المسجون.. ونصف الأمة المعطل؟!!! 


يأكد المناصرون لخروج المرأة دعاواهم على الجدوى الاقتصادية لخروج المرأة من بيتها ومساهمتها كما يزعمون في رفع إنتاجية الوطن، ويكثرون من السخرية والتشنيع بالمجتمعات الرجعية كما يسمونها حيث تبقى المرأة حبيسة بيتها.


وإذا أبعدنا عن اسلوب المهاترات، والدعاوى وكان بحثنا موضوعياً، لنقرأ لغة الأرقام التي تعكس الجدوى الاقتصادية لعمل المرأة: 

أثبتت دراسة ميدانية للدكتور / حسين شحاته - استاذ المحاسبة بكلية التجارة جامعة الازهر - أن المرأة العاملة خارج بيتها تنفق من دخلها 40% على المظهر والمواصلات، أما تلك التي تعمل في بيتها فهي توفر من تكلفة الطعام والشراب ما لايقل عن 30%، وخلصت الدراسة إلى ان المرأة التي تمكث في البيت توفر ما لايقل عن 70% من الدخل الذي كان بإلامكان ان تحصل عليه، بل يمكنها ان تحقق دخلاً أكثر مما تحققه الموظفة؛ إذ تستطيع ان تحول بيتها الى ورشة انتاجية بأن تصنع في وقت فراغها ما يحتاج اليه بيتها ومجتمعها. 

ومما يؤكد ذلك ما قالته السويسرية (بيناو لاديف) بعد تركها للعمل: "فلو حسبت أجر المربية، والعاملين الخصوصين، ونفقاتي الخاصة، لو أنني واصلت العمل، ولم اتفرغ للأسرة، لوجدتها أكثر مما أتقاضاه في الوظيفة. 


ثم ان المرأة يمكن ان تعمل في بيتها أعمالاً تدر عليها ربحاً مادياً دون أن تضطر للعمل خارج المنزل؛ حيث إن العمل خارج المنزل ليس الطريق الوحيد للكسب المادي.

ففي امريكا - مثلاً - يوجد 11.8 مليون يعملون في المنزل بدوام كاملاً، ويحققون من خلال عملهم هذا كامل دخولهم، بينما يحقق 26.6 مليون امريكي دخولاً اضافية من اعمال يمارسونها في منازلهم، أي اكثر من 38 مليون امريكي يحققون كسباً مادياً من عملهم في المنزل.


وهناك فكرة العمل بما يسمى بنظام [المكتب المنزلي] وهو نظام يحقق لمن ترغب من النساء ان تمارس عملاً ما في بيتها، او تمارس مشاريع استثمارية صغيرة، وفي نفس الوقت ترعى اسرتها، وهذا النوع من العمل منتشر في امريكا واوروبا، وقد أوجد في امريكا - وحدها - 41 مليون فرصة عمل، ويحقق العاملون والعاملات منه عوائد جيدة. 


وأما نوعية العمل الذي يمكن تأديته من داخل المنزل، فنذكر على سبيل المثال ما يلي: (مساعدة ادارية - تخطيط - تحرير صحفي - معالجة ادخال بيانات - تحليل مالي - باحثة انترنت - تدقيق لغوي - مبيعات وتسويق - ترجمة لغات - طباعة - معالجة نصوص - اعلانات - تصميم فني - تصميم ديكور - صناعات تقليدية) وغيرها من المهن التي تناسب طبيعة المرأة... وللموضوع بقية. 

المصدر: كتاب حقوق المرأة في ضوء السنة النبوية.