نحو مكافحة الفقر دور السياسات العامة في مصر والعالم د مصطفى كامل السيد

مقدمة 
كشفت التجربة الإنسانية في كل بقاع العالم تقريبا وهم الإعتقاد بأن التعويل علي قوى السوق كفيل بالقضاء على الفقر أيا كان تعريفه سواء كفقر الدخل أو فقر القدرات . فحتي في ظل المنافسة الكاملة سيخرج بعض المنتجين من السوق ويتشرد عمالهم ومن ثم يقعون في دائرة الفقر ، كما أن إمتلاك قدرات تعليمية وصحية لا يوفر ضمانا بالحصول على عمل ، ومن ثم على دخل يفي بضرورات الحياة . ولذلك إنتهت الحكومات في الدول الرأسمالية التي تعلي من شأن آلية السوق في إدارة إقتصادها إلي الأخذ ببرامج متعددة لتجنب وقوع أعداد كبيرة من السكان في هوة الفقر ، وما يعرف بخدمات دولة الرفاهة في بعض الدول ، أو إقتصاد السوق الإجتماعي في دول أخرى ، هما نموذجان لهذه البرامج ، والتي لم ينجح الجنوح إلى التقليل من دور الدولة في ظل إنتشار موجة الليبرالية الجديدة في إسقاطها تماما من إلتزامات الحكومات في الدول الرأسمالية المتقدمة ، كما أضطرت الحكومات في الدول التي عرفت نقلة كبري في إقتصاداتها بفضل جرعات هائلة من الإستثمارات المحلية والأجنبية ، التي وسعت من قدراتها الإنتاجية ولكن تركت وراءها جيوشا من الفقراء والمهمشين ، أن تأخذ ببرامج جديدة تستهدف تحديدا علاج الآثار السلبية لهذا النمو علي مستويات معيشة وأوضاع حياة أعداد كبيرة من المواطنين .


ولذلك أصبحت مكافحة الفقر هدفا للسياسة العامة في العديد من دول العالم ، طبعا نجحت برامج دولة الرفاهة في الدول المتقدمة في تجنيب تعرض أعداد كبيرة من المواطنين لهذين النوعين من الفقر . توفير التعليم والخدمات الصحية والسكن الرخيص لكل المواطنين سوف يقيهم من معاناة فقر القدرات ، وإعانات البطالة أو العجز عن العمل سوف تحصنهم من إنعدام مصدر للدخل أو إنخفاضه عن الحد الضروري لإشباع حاجاتهم الأساسية . هذا هو الوضع السائد في الدول الإسكندنافية وألمانيا مثلا . وحتي في حالة الولايات المتحدة والتي هي الأقل أخذا بهذه البرامج ، فإن حكومتها تتيح للفقراء الحصول على كوبونات الطعام التي توفر لهم قدرا من الغذاء ، وقد سعى الرئيس أوباما منذ فترته الأولي في البيت الأبيض إلى إتاحة الرعاية الصحية على نحو ميسور ، وهو ما مكن أكثر من عشرين مليون مواطن أمريكي الإستفادة من خدماتها والتي لم يكونوا يقدرون على تحمل نفقاتها قبلا.....للإطلاع على المزيد بإمكانك تحميل الكتاب بصيغة PDF.