فيروس كورونا وتداعياته على الاقتصاد الصيني والعالمي - السياحة والطيران

فيروس كورونا وتداعياته على الاقتصاد الصيني والعالمي

(1)
السياحة والطيران

بقلم: د.زيد العزكي


يتابع العالم على مدار الساعة حصيلة فاتورة فيروس كورونا من عدد الوفيات وعدد المصابين ومدى توسعة وانتشاره، حيث تخطى عدد الاصابات والوفيات الالاف، ومن ناحية أخرى يدرس الاقتصاديين وخبراء المؤسسات المالية أثر الفيروس على الاقتصاد الصيني بشكل خاص والاقتصاد الدولي بشكل عام.

فعلى صعيد الاقتصاد الصيني وبتزامن مع ما يشهده من أضعف نمواَ على مدى ثلاثة عقود نتيجة لارتفاع المديونية والحرب التجارية الصينية الامريكية يأتي فيروس كورونا ليساهم في انخفاض النمو الاقتصادي حيث يرى خبراء الاقتصاد الصيني المحليين بإن النمو الاقتصادي الصيني سوف يشهد انخفاض بنسبة نقطتين مئويتين خلال الربع الأول لهذا العام.

وللحديث عن اثر الفيروس على سلسلة قطاعات الاقتصاد الصيني والعالمي ، سنبدأ بالحلقة الأولى من سلسلة القطاعات الاقتصادية والتي شهدت أول تأثيرا  لهذا الفيروس وهو قطاع السياحة والطيران سواءً على مستوى الصين أو المستوى الدولي ، فعلى مستوى الصين فمع ظهور هذا الفيروس في موسم عطلة السنة الصينة وبمجرد أن أعلنت السلطات الصينية تطبيق الحجر الصحي في هذه الفترة الحساسة من العام ،حيث أدت هذه الإجراءات للحد من حركة 20 مليون مسافراً كانوا مستعدون للسفر وقضاء عطلة السنة القمرية الصينية ، مما أدت الى الغاء الالف الرحلات الجوية ، مسببة بذلك خسائر هائلة مباشرة على هذا القطاع والعاملين في هذا القطاع . حيث انخفض عدد المسافرين الصينين بنسبة تصل الى 70 ٪ مقارنة بالعام الماضي 2019 والذي انفقت فيه الاسر الصينية ما يعادل 130 مليار يورو خلال نفس فترة عطلة السنة القمرية لعام 2019، من جهته طلب مدير عام شركة طيران هونغ كونغ من 27 ألف موظف أخذ اجازات من دون راتب لثلاثة أسابيع، محققة بذلك خسائر غبر مباشرة للمستفيدين من العاملين في هذا القطاع نتيجة انقطاع مصادر الدخل للعاملين في هذا القطاع.

أما على المستوى الدولي ونظرا لتزايد طلب الصينيين على السفر الى الخارج ووفقا لمنظمة السياحة الدولية التابعة للأمم المتحدة فإن أكثر من خُمس الإنفاق العالمي على السياحة الخارجية مصدرة السياح الصينيين، حيث تصدًر الصين 122 مليون سائح بالمتوسط سنوياً ، وكما كان متوقع ان يبلغ عدد المسافرين لهذا العام 154 مليون سائح صيني الى الخارج وبإنفاق متوقع يصل 400 مليار دولار ، إلا أن ظهور هذا الفيروس حطم كل هذا التوقعات ، و نتيجة لحظر الطيران التي فرضت على الصين وإلغاء جميع الرحلات القادمة من الصين فقد تعرضت الشركات السياحية في استراليا الى خسارة كبيرة ، حيث يمثل السياح الصينيين نسبة عالية من عدد السياح الزائرين تصل الى 80 ٪ من إجمالي السياح حيث بلغت 7.96 مليون سائح صيني مساهمين بإنفاق وصل الى 21.95 مليار دولار في الانفاق .

وعلى الصعيد نفسه في منطقة اسيا والمحيط الهادي والتي تعتمد على السياحة الصينية والتي تمثل 75 ٪ من إجمالي السياح، فقد ساهمت الصين بنسبة تصل 51 ٪ في الناتج المحلي الإجمالي للسفر والسياحة في منطقة أسيا والمحيط الهادي لعام 2018، ونتيجة لهذا الفيروس ألفى 1.3 مليون مسافر صيني زيارتهم لتايلاند لشهري فبراير ومارس، كما أعلنت مجموعة ايرباص للطيران أن خط تجميع طائرات ايرباص A320 تم إيقافه نتيجة للقيود المفروضة على السفر في البلاد.


ومع استمرار انتشار الفيروس يصعب التنبؤ بتحديد وقت تعافي قطاع السياحة والطيران، إلا أنه وللمقارنة بين هذا الفيروس وفيروس سارس ووفقا لمتحدث المجلس العالمي للسفر والسياحة فقد استغرقت المدة الزمنية لعودة الصين الى ما كانت عليه بالنسبة لمستويات الوافدين الدوليين ما قبل الازمة 16 شهراً، لذا من الصعب تحديد المدة الزمنية الذي سيستغرقه فيروس كورونا وتأثيره على قطاع السياحة والطيران.